طباعة
المجموعة: الكاتب احسان وفيق السامرائي
الزيارات: 1441

في أخِر المتاهة.

كانت مُتقرفِصة.

كوردة ٍ نزفت أخِرَ عِطرها .

كان شَعرها فاقِدٌ لذاكرته ِ يرمي بنفسه ِ مُنهكا ً بين فراولة ِ النهدين المُتخاصمين ِمع بعضهما بكبرياء ٍ لا يخفى.           

أخذت تتلوى كأفعى جائِعة حول جُغرافيا جَسَدِها. كان مناكير أظافرُ قدميها مِثلَ نار ٍ أزلية،

يُشكِلُ مع برونزية ِ ساقيّها: لوحة ً سريالية – عابثة بالمجون .

كانت تنتَفِضُ بين فترَة ٍ وأُخرى.

كسحابة ٍ : تَمطِرُ عَرَقاً ،

لِتترُكَ بصمة َ تَعرُقِ ظهرِها العاري إلا َّ مِن سمفونية ِ إشتهائِها: تُشكِلُ حِدودَ جَسَدِها التحتاني على وجه ِ الشراشف ِ المذهولة .

بينما رائِحَة ُ إشتِهائِها المُسكِرَة ُ لأعتى الحواس ِ جفافاً: تُحلِقُ على جُدران ِ الغُرفَة ِ – بجناحين ِ مِن ريش ِ الوسائد.

كانت تَشعِرُ بأصابِع ٍ ناعِمة ٍ دافئة ٍ لاذِعة ،

تَرسِمُ على السهل ِ المُمتد مِن بساتين ِ الفراولة ِ إلى تموجات ِ موسيقى خصرِها:

لوحة ًسريالية لاهثة.


الساعة ُ المُعلقة ُ على الجِدار ِ تُكتِكُ معزوفة ِ مضاجعة ِ عقربيها فيما بينهما،

لعصافيرُ بِنعَس ٍ تُطلِقُ زقزَقَة ٍ خجولة،

صريرُ الصراصير ،

حفيفُ الأشجار ِخلف نافِذَتِها المُبللة ِ بدموع ِ

تِلكَ الليلة ِ الباردة ِ في الخارج:

كُلها كانت تَحتَفِلُ معها بكرنفال ِ إرتواء ٍ،

كان مؤجلا ً طِوالَ تِلكَ السنين.
آهَة ٌبنوتة ِ إنفجار ِ البراكين:

تُمزِقُ قميصَ الصمت ِ !

ترتخي ذِراعيّها، تُلامِسُ أصابِعُها،

السِجادة َبجانب ِ السرير .

في مكتبِها يُقدِمُ السكرتير:

فنجان قهوتها المُر المُعتاد مع قُطعة ِ شوكولا صغيرة.
- سيدتي، هل راجعت ِ الملف ليلة َ أمس؟

مجلِسُ الإدارة يؤكِد عليه ِ بشدة.
- نعم. راجعتهُ بجدية.

بكُل ِ جدية.