في الدنيا كلها يسمّونه الموسم الكروي، ونحن نسميه في السنة الرابعة من عمر اتحادنا الكروي (الموسم الانتخابي) التي تروّج فيه البضاعة وتتحقق فيه المطالب والأماني، ويتغير الشكل والمضمون، ويصبح ما كان مستحيلا أو في حكم الاحلام المتعثرة واقعا تحت الشمس!
اتحاد الكرة يحدد العشرين من الشهر المقبل موعدا لانطلاق الدوري .. الموعد ليس عجيبا في حد ذاته، فنحن اعتدنا مثل هذا التأخير المزمن الذي لا منجاة منه، خلاف لما هو عليه الحال في كل هذا العالم المحيط بنا .. بعبارة أخرى ستبدأ أولى مباريات الموسم في العراق، تماما في الوقت الذي يكون فيه الدوري الاسباني قد أنهى (12) جولة من منافساته، ويكون الدوري الانكليزي قد اتمّ الأسبوع الثاني عشر أيضا، أما الكالتشيو الايطالي فسيكون قد طوى الجولة الثالثة عشرة من عمر المسابقة!
أما نحن في العراق، فليس لدينا إلا الدوري (الهلامي) الذي يتغير شكله ومضمونه ولونه وحتى نصابه بين موسم وآخر، والأمر يتخذ بعدا أكثر إيغالا في العبث التنظيمي حين يرافق الدوري موسما انتخابيا، فنحن نتوقع أن المسابقة ستصل، هذه المرة، إلى مراحلها الأخيرة تزامنا مع إجراء الانتخابات الموعودة لاتحاد الكرة العراقي .. وللانتخابات عندنا سطوة وتحضيرات تنصب في الدرجة الأساس على عرض ما يلذ ويطيب على الأصوات المؤثرة في الهيئة العامة بقصد استمالتها إلى الصندوق الانتخابي وفقا لصفقات تعقد في السر والعلن، ولا غاية من الأمر كله إلا الحصول على صوت واحد قد يصنع الفارق، تماما كما يصنع أي هداف كبير الفارق لناديه حين يزجّ به الأوقات العصيبة خلال المباريات!
لا نتوقع جديدا في الموسم المقبل .. ففي أسوأ صورة من صوره المتوقعة أن اتحاد الكرة سيعود إلى نظام المجموعتين، أي التخلي تماما عن نظام الدوري العام وهو القلب المألوف لمسابقات الدوري في الاغلب الأعم من دول العالم .. أما المشاركة المقبلة للأندية فستنطوي على (24) ناديا من دون تحديد نهائي لهوية الأندية المشاركة .. وهذه مسالة ستفتح باب الاحتمالات والتفسيرات والتأويلات، كما أنه سيفتح شهية عدد من الأندية الراغبة في كرم الاتحاد من دون استحقاق أو وجه حق!
الموسم الجديد في العراق مثل كل موسم مضى .. شكل جديد – قديم .. إبحار نحو المجهول والتأجيل عند كل مطب أو عذر أو مبرر .. وسنرى حين تدور عجلة المباريات كيف أن كلمة الاندية ذات الثقل الانتخابي الواضح وهي تتحكم في كثير من الاتجاهات وربما القرارات أيضا .. أما اللعبة .. أما مستوى اللعبة .. أما قيمة الدوري كمسابقة محورية لا غنى لنا عنها، فستكون رهن الهوى الانتخابي، وستكون حبيسة صفقات معلومة لدينا وأخرى في الطريق!