طباعة
المجموعة: الكاتب د. غيلان
الزيارات: 1179

تسير الأمور بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان بطريقة تشير كل التفاصيل إلى حلحلة العقد وصولاً إلى اقرار الطرفين بما يتوصلا إليه والالتزام به، وهذا الأمر بحضور الشاهد ولا نقول المشرف الأمريكي الذي حضر جلسات الحوار.

على صعيد كردستان يبدو أن مسعود بارزاني أدرك أخيراً ضرورة انسحابه من رئاسة الاقليم، وهو منصب تم استحداثه من أجله ومثل بقية القضايا العابرة للدستور تم السكوت عن هذا المنصب وعن الصلاحيات الهائلة التي بحوزته بحيث سيضطر البرلمان الكوردستاني إلى إعادتها لأصحابها الشرعيين في السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وكلنا أمل بوحدة البيت الكوردي بعد هذه الهزة والتي تقع ضمن" رب ضارة نافعة".

الأمل الذي يحدونا مصدره حيوية الشعب الكوردي ونزوعه الدائم إلى السلام والذي حُرم منه على طول التعاقب الوسخ لحكومات بغداد وآخرها الدكتاتورية الغرائبية والتي حولت البلاد إلى أكبر مُعتقل في التاريخ.

ورهاننا أيضاً على المثقفين الكورد الذين لا نريد لهم مصير المثقفين في بقية المحافظات العراقية حيث التهميش وإبعاد الكفاءات الثقافية عن مفاصل الحسم والبرمجة واعادة البناء.

المعارك التي خاضها الجيش بمؤازرة الحشد الشعبي في منطقة القائم تكللت بنجاح القوات الوطنية بطرد داعش من آخر معقل له في البلاد، وهكذا نكون قد تخلصنا من داعش الذي دخل البلاد على سكك الفساد والصفقات المعيبة، ونكون أيضاً بصدد إرساء علاقة الشراكة الوطنية الحقيقية مع سائر التكوينات الثقافية للشعب واقليم كردستان انموذجاً.. فماذا بعد ؟

وماذا بعد تمتد من يوم سقوط النظام الدكتاتوري وحتى لحظة كتابة هذه السطور، فلم تمر البلاد بمرحلة انتقالية تتأسس عليها قاعدة الانتقال من النظام الشمولي إلى الديمقراطي، حيث استبدلتها غرف الدراية الأمريكية بالفوضى الخلاقة وحل الجيش والشرطة وعرض البنية التحتية لعواصف الخراب والنهب وتتويج كل ذلك باختيار فئة غبية تهرول خلف برايمر من أجل "لحسه"، نعم تم تتويج هذه الفئة لتحكم البلاد ومثل الأميبيا تكاثرت بالانشطار فكانت نتيجة ذلك هذا الخراب الواضح لبلد ملأ العالم حروفاً وأسئلة وتم طرد الكفاءات مقابل تنمية قابليات اللصوص، حتى صارت اللصوصية مشروعة وكلمة الحق باطلة، وماذا بعد؟ هل ستجيبنا أمريكا أم ايران؟

أم سينهض هذا الشعب ليدفع السؤال إلى أقصاه..