طباعة
المجموعة: الكاتبة د. ماجدة غضبان
الزيارات: 1089

لا يولد الانسان نقيا ابدا، قد حسمت جيناته الوراثية الصورة التي سيبدو عليها، ويفكر فيها، ومنذ اللحظات الاولى لوعيه البشري، وهو لم يزل في بطن امه، يلتقط الاشارات الصوتية الاولى لما حوله، صوت الام، صوت الاب، كل الاصوات الخارجية، اضافة الى صوت قلب الام المرعب الذي يدق كالطبل في أذنيه، وأصوات مختلفة من كل الاجهزة الحيوية الاخرى، دخول الطعام، وعملية هضمه، أي خوف أو ارتباك لدى الام سيتلقى هو نسبة منه، ولانه لا يفقه كل ما يستقبله، فان اول شعور قد يستبد به هو: الخوف..

انه بحاجة الى حضن ام كي يزول ما ألم به من رعب، بحاجة الى الطعام، و مع قطرات الحليب الاولى يستلم الطفل مناعة الام، مثلما يستلم كل انفعالاتها ايضا..

كنت اسمع من أمي ان من صالح الحامل، وجنينها، او من هي في حالة نفاس ان لا تبلغ بخبر سيء، لان الصدمة التي ستعيشها، سيعيشها الطفل معها.

وما قالته امي غير المتعلمة اكده العلماء والباحثون، فالجنين لا يعيش في جنة كما نظن، بل هو يتوق الى حريته من سجن تضيق به حركته، ويرتعب قلبه لما فيه من اصوات مبهمة، ولكي يزيد شعوره بالامان تستخدم معظم الامهات القماط في الايام الاولى، لانه قد اعتاد على ضغط بطن الام، ومحدودية عالمه، والحركة فيه، و تركه حرا بعد الولادة يزيد من احتمالات الصدمة الولادية لديه.

يكبر هذا الطفل وفقا لما يتلقاه من اوامر، فهنالك ما هو خطر عليه، وان تجنبه سيجنبه الم لمسه، وهنالك ما هو محظور تسبقه كلمة (عيب) التي لا يمكنه مناقشتها ابدا، هنالك العقيدة التي عليه ان يؤمن بها دون فرصة اسمها الخيار، هناك المذهب الذي عليه ان لا يعرف سواه.

وعلى فرض ان هذا الطفل(الذكر) مسلم، فسيتعلم جملة من الحقائق:

مع كل هذه المعلومات سيعرف ايضا:

اذا قدر لهذا المسلم ان يصل الى موقع الزعامة فانه سيتصرف بما امره الله به، وان لم يكن مؤمنا بوجود الاله:

انا لم اذكر كل المغريات التي تمنح للذكر وفقا لكتاب الله، وتفسيره، والسنة النبوية، وتفسيرها، والسلف الصالح، وما فعلوا، انما اشرت لنماذج منها، لكي انبه ان السلطات الواسعة تحت هذه الخيمة المنسوجة من القرآن، والسنة، والسلف الصالح + الاعراف، والتقاليد المصنوعة تحت ولاية الفكر الذكوري تعني الجنة بعينها، لا تغري اي ذكر في الثورة ضدها، فهو الحاكم المطاع في بيته وخارجه، ما الذي يجعله يثور ضد احكام تصب لصالح نزواته، وانانيته؟؟؟.

ان الجنة التي وصفت في القرآن خلقت حور العين الجميلات لخدمة شهواته وغرائزه، والفاكهة لنهمه، والارائك لراحته، والغلمان لخدمته، والله اعلم بنوع هذه الخدمة التي تبدو مع الاقراط التي تزينوا بها ليست مجرد حمل للاكواب، والجنة نفسها لم تذكر ابدا كيف يكون حال المرأة هناك، هل تنتظر زوجها حتى ينتهي من مضاجعة اول حورية لسبعين عام؟؟؟،

ام انها ستمارس الزنا مع الغلمان؟؟،

ما موقف الرجل المؤمن وهو يرى زوجته تحت غلام جميل؟؟.

هذه الجنة تطابق ما يريد المسلم ان تكون عليه الحياة، فهي لا تعتمد الذكاء، ولا الطموح، ولا العمل، ولا السعادة في عشق امرأة واحدة، انها تعتمد الكسل، وتحكيم الغرائز فحسب، تلبي شهوة الجنس، وشهوة الطعام فقط لا غير.

ليس في الجنة ما يذكر ان حور العين ستتمتع بوطء الذكر لها، ولم تخبرنا هل ان تمزيق عذريتها سيكون مؤلما لها؟،

هل ستلوث الجنة بدماء عذريتها من جديد؟؟،

اليس هناك من مهرب لدم الظلم حتى في الجنة؟؟، وشخصيا اتساءل كيف لرجل ان يستمتع بدمية لم تعرفه مسبقا، لا تحبه ابدا، يمزق بكارتها الى ما لا يحصى من المرات؟؟.

ان الجنس هو عملية استمتاع متبادل بين انسانين ناضجين، والمتعة التي تقوم على طرف واحد هي متعة سادية، وشاذة، وظالمة لا يمكن ان يرتضيها الله، انما تتطابق مع شهوات الذكر السادي، وحبه للسيطرة، ولدين الذي يطوع، ويفسر وفق اهواء ذكر متسلط، ويضع كل هذه الشهوات تحت امرته لا يمكن لأي ذكر ان يغادره، ففيه كل ما يطلب ويتمنى، انه يجعل من السلطة الالهية سوطا في يد الذكر، يتحكم من خلالها بالشعوب، وبالانثى التي يخشاها، وبالمال الذي يزيد من حجم سلطاته، ومن هنا تستمد هذه الهمجية ابديتها، وتوقفها عن مواكبة الحضارة...

مع هذا الاسلام الذي صنعه الفكر الذكوري، وسخره لخدمته لن نكون الا شعوبا كسولة، عاشقة للرشوة، وجرائم اغتصاب الاناث، والاطفال، وكل ضعيف لا يقوى على مقاومة من هو اشد منه قوة، شعوبا مطيعة للظالم، شعوبا لا تبصر، تعشق الاتكال على الله، والصبر على كل مكروه في انتظار نصرته، ولا اظن الله ناصرا لمن يتحلون بهذه الصفات القبيحة...

هو لن يكون معنا، ونحن نظلم الناس باسمه، نقتل، ونغتصب، ونسرق باسمه..

لا تنتظروا الله، بل سيروا نحوه بالثورة على الظلم، بالتعامل الانساني مع المرأة، والطفل، بمحاربة كل من يشوه صورة العدالة.

الله هو الحق، فليكن الحق قبلتكم لا سواه...