طباعة
المجموعة: الكاتبة د. ماجدة غضبان
الزيارات: 1229

دمعة

ليست بحجر صغير

يتهادى

ولا سقطةٍ عظيمة

لداهية تسرع

على المنحدر

تصاحبها أشباح الغيوم

وتهرع إليها نجوم صغار

إلا أنها تجهش

على خدي

وتواصل الانحدار

تصطفي لنفسها أرضا

وسماء

لا تدرك ألوانها عيناي

______________

محمود البر يكان

دريتُ انك

في امسيات القيظ

والزمهرير

و مع سيمفونية ما

دون اصطحاب نجمة ما

تجتاز

خارطة الشظايا والألم

لكن ما عذبني

أيها المترف

بسندس الموسيقى

إني جهلت أبدا

مع اية منها رحلت؟؟!!!

اية قشعريرة

أخذتك إلى عالمها

تحدو

وقوافل النغم تسير بك

مع كأس خمرك

وحيدا

تهاجر

...............................

تلك الليلة المبهمة

الباردة

لم تغادر أبدا

بصرتك المصقولة بالماس

على الجدران فحسب

كانت قصيدتك الأخيرة

عند الصباح

تقطر دما

______________

لعنة الخيط الذهبي

الفرس تعدو

تمسح عن وجه الأرض

حوافر خيول الامس

تعدو.. وتعدو

كأن برعما نما

منذ حين

وكأن الفجر خلع ثوب

الظلمة الأول

وكأن الطريق

انبسط ليلثمَ حوافرها

وما من جبال

______________

الخيط الذهبي

وتدان في الرمل

يلبسان الليلَ ثوبا

ليسا بمرئيين

بينهما خيط ذهبي

يشع إلى حين

يقاوم الدجى الذي انجبه

بوقاحةِ غرير

للفجر يضحك

وللاصيل

عجولا في عَـدْوه من وتد

إلى اخر

يحاول لبرهة ان ينسى

انه وليد الظلام

لبعض الوقت يسهو

ويتغافل

انه صائرٌ إلى احد الوتدين

صريعا

يغامر باليقين

بالفجر والاصيل

ويعبّ من بحر التحدي

فالساحل لا يعبأ

بالعابرين

يناطح في الظَلماء

بعضُ عطايا القمر

ويرجوه المزيد

محتضنا خوفه ازارا

ناسيا ورهبةَ الوداع

برق الحب

ولهو القلب

مهديا التاريخَ

امضاؤه الباهت

زاحفا يسحب شيخوخته

ذيلا يتعثر به

ينكفيء على وجهه

عند قدمي الوتد

وعلى الرمل العاري

الا من عنجهية ريحٍ

ساخرةٍ

بكل ما صار

اليه الوتدان

وخيطهما الذهبي الاحمق

______________

المسمار

قريب من الأشياء

محتضن لحدَك دونما فزع

ومنتصب على حائط ما

عيناك مكرستان

للامتلاء بمتاريس حجرية

لا ثوار يقاتلون خلفها

وأزلك هو الجدار

السكون نعمتك الفريدة

وموسيقاك متقنة حين تعزف

على راسك المعمم بالرضا

وهل من خيار

سوى إذعانك

أيها المسمار؟

______________

كبرياء

الأغنية التي نبتت

في حنجرتي

ـ ذات طفولةـ

حين علّموني

أن اصمتَ

حيث يحلو الغناء

نتأتْ بأشواكها

على وجهي

ونطق لحنُها المتخفي

لسنوات

أمام مرآتي المخادعة

وازهرت اثمارها

خيوطا ذهبية

تماثل بكبريائها

اسواط بركان ثائر

______________

القصيدة

نازفة اياها

حرفا بعد حرف

دهرا بعد اخر

هنا في هذا المكان

حيث يُدبُر كل شيء

ويمور الخواء كبحر

عظيم

وفي الهواء تتراقص بعض

من قطرات صوتك

وشيئ من ملامحك

يذوب مع نسيج الفجر

يفتح الماضي بابا

من فراغ

يحمل اسمكَ

دون جذوته

دون عطره

دون حضنك الدافيء

................................

يا للإثم الذي اقترفتُ!!

.................................

لا شيء بين يدي

الا هَبُوب قصيدة

______________

خيطان ذهبيان

إيه..

صاحبي..

تجاورنا وما عاد لنا

نهم السباق

كأننا استوينا ظلالا

أو كأننا تبعنا الضلال

أللمياه كان ارتعاش وجهك؟

ام وجهك ما لم ترويه

المياه..؟

الأنهار افاعٍ

والمدائن تلتف

حول نفسها باحثة

عن إلْف لها

والأزهار تـَرَفٌ

لا لون له..!

والدخان نسيم..!

وهاهو وجهك

يلوح في المياه

مضطربا

وصغيرا

كنطفة تبحث

عن نصفها الاخر

وظلك الشيخ يشيح

بوجهه مبتعدا

فهل ادرك ظلك ما رآه؟

ام انك

اودعتَه قلبَ المياه؟

______________

حزن الموناليزا

ساقان لدنتان

وعينان فتيتان

ونهدان قد كعبا

هكذا تبدو لوحة الرسام

وهكذا يراها

الجمهور المهندم

......................

مساء

تفوح في المكان

رائحة شاي بالهيل

ودخان سيجارة يتلاعب

امام الضوء الخافت

يسمع الحارس نحيبها

يبحث عن منديل

يكفي لايقاف بحر عينيها

.............................

صباحا

على الرسام ان يثبت الالوان

التي ساحت من جديد

بمطرقة ومسامير ملونة

ويوثقها إلى اطارها الحديدي

مبتسما لها

ولجمهوره المهندم

______________

لاخيوط ذهبية بعد اليوم

طعم الخبز مر

وكذا هو الماء

و على المسير الابكم

ان يدرس باقدامه آثار

الكلام

الشجيرات على الجانبين

تُطرق اغصانُها

مكللة بالعار

عند مرور مواكب المجد

والشمس تتشح

بسواد الغيوم

والنهر يكف عن ثرثرته

المعتادة

الاقدام لا تلامس الأرض

وليس هناك من يطير

غالبا

ما يقطع حبلَ الشك

بالوجود

فوضى الفتوحات

وسعال وزير سيبدأ الكلام

وسطوع ماسات على تاج

الملك

وشخير جمهور غفير

______________

رماد...

رماد

هل كنت بالامس معي؟

لم مُحِيـَتْ اذن

هذي السطور؟

ولم أغلِقَتْ معابرُ النور

بين اضلاعي؟

لم كانت اصابعي تندب

ارتعاش بعضها البعض؟

ولم ثقلت مياسم الشهوات

بعسلها؟

واطبقت الشفاه

على قـُبَلٍ لم تكن؟

...................................

هل كنت معي اليوم؟

................................

لازالت قصيدتي

لم تفضَّ بكارتُها

وفراشي لم يبتل بهمس

الفجر

وعيناي تغوران

كفصين من الثلج

في قدح ثَمِلَ بك

وقلبي فارس قلعة

من رماد

ورماد

ورماد

و لا شيء سواه

...................................

هل كنتَ معي أبدا؟

______________

عولمة الطّف

ايقظني صوتها الزجاجي

من شغب حلم

وعلى اهدابي

لازال بعضه يشاكسني

خلف الزجاج

كان الفرات محتجزا

كأسد يتضور جوعا

والنخيل في حجيرة أخرى

تفغر فمها ببلاهة

وبيارقي التي اودعتها

دمي

تبدو من بعيد

منكسة التيجان

زجاج حولي

يؤطر عيني

ويحد مداها

وجذوة قلبي أيضا

هي الاخرى

تخفت في زهرية

من الزجاج الملون

عالم شفاف

يستبد به الضوء

ينخر التاريخ كالسوسة

وشظاياه تعد مائدتها

في كربلاء

وتنتظر اشارة بدء

مؤامرة الطّف

______________

بسمة

من تركها

في صحني

الفارغ من لقيماته؟

من حملتْه الانهارُ اليّ

لينتشيَ مغمورا بها؟

إي بدر استوى

على قبلة عشق

متذوقا طعمها اللاذع؟

شباكي ممزقة

والبحر نضبت مويجاته

ليلا

والشاطيء يستأنس

لنمو العشب

انها تقف كفراشة

على شفتيّ ناي

في جِنان مجدولة

من قصب وبردي

تنتظر حالمة

مواكب الطيور القادمة

من جبال الجليد.