طباعة
المجموعة: الكاتب محسن حسين
الزيارات: 783

تنشر الصحافة بين الحين والحين الآخر أخبارا ومواضيع عن سرقات أدبية وخاصة  في الشعر والقصة والرواية.

وفي معظم الأحوال يدعي السارق أن تشابه النص الذي كتبه مع النص المسروق إنما  هو توارد خواطر!!

وأخيرا أطلقوا عليه اسم "التناص"!!

ويسعى النقاد دائما إلى كشف هذه السرقات وفضح السارقين أمام جمهور القراء!

ومن السرقات في هذا المجال ما يدعو للعجب إذ أنها تتم بمعرفة الضحية وبموافقتها، فهناك شعراء وكتاب قصة اضطروا تحت ضغط الحاجة إلى كتابة نصوص وبيعها للآخرين تنشر بأسمائهم، فهؤلاء يعدون سارقين لجهود الآخرين!

أما في الصحافة فإن الأوساط الصحفية تعرف أن هناك العديد من الموضوعات لصحفيين لم يكتبوها إنما كتبها آخرون لأسباب منها:

الأول: أن المؤسسة الصحفية تكلف محررين متمرسين بإعادة كتابة مواضيع من لا يجيد الكتابة

الثاني: أن الذين لا يجيدون الكتابة يتفقون سرا مع كتاب جيدين لإعادة كتابة مواضيعهم قبل أن يقدموها للنشر.

وفي صحافتنا كان الكثير ممن تنطبق عليهم هذه الصفات فالذين تعاد كتابة مواضيعهم معروفون في كل صحيفة ومجلة وأسوأ ما في هؤلاء الذين يسرقون جهود الآخرين أنهم  لا يحاولون التعلم من الذين يعيدون صياغة مواضيعهم.

ومن السرقات الصحفية أن البعض يقتبس مواضيع منشورة سابقا (كلا أو جزءا) لنشرها من جديد باسمه.

ومن السرقات الصحفية سرقة أفكار مواضيع تنوي إحدى الصحف نشرها فتسبقها الأخرى في النشر بعد سرقة الفكرة وتنفيذها.

وقد ارتفعت مثل هذه السرقات بسبب اشتغال عدد  من الصحفيين بأكثر من مطبوع واحد.

وقد حفلت الصحافة العراقية بأنواع من هذه السرقات.

ومن أطرف هذه السرقات أن صحفيا لبنانيا كان يعمل في صحيفة الجمهورية نشر مقالا اتضح أنه  قد نقله من مقال منشور قبل أسابيع لرئيس تحرير الصحيفة نفسها التي يعمل فيها.

ولما افتضح أمره اعترف قائلا (نني لم أسرق من غريب وإنما من أستاذي رئيس التحرير وهذا شرف لي)!!

وفي الثمانينات كانت مجلة (ألف باء حيث كنت أعمل) تنشر مقالات لكاتب  معروف له عدة كتب مطبوعة.

وفي أحد أعداد المجلة نشرنا له مقالا يسخر من مجلس الأمن إذ يروي تفاصيل مناقشات هامشية جرت في إحدى جلساته فترك الأعضاء القضية الرئيسية ليناقشوا أمورا تافهة مثل فتح الشباك أو التهوية ومواعيد الجلسات وغيرها!

وبعد نشر الموضوع جاءنا العميد إبراهيم خليل الذي كنا نطلق عليه إبراهيم رويتر لتشعب اهتماماته ودراساته الأكاديمية وكان يحمل كتاب (كتابي) الذي كان يصدره في القاهرة حلمي مراد قي الخمسينات وقد  فوجئنا أن ما كتبه ذلك الكاتب باسمه منقول نصا من (كتابي).

والغريب أن الرجل لم يكن بحاجة إلى سرقة مقال فهو كفء ومقتدر ولذلك لم نفهم لماذا فعل ذلك؟‍

وقد أبلغناه بما عثرنا عليه مع قرار بإيقاف نشر مقالاته بصورة قاطعة.